الخميس، 12 يناير 2012

استرايجيات تعديل السلوك

          استراتيجيات تقوية السلوك والمحافظة على استمراريته


التشـكيــل:

هو تعزيز الاستجابات التي تقترب تدريجيا من السلوك النهائي المراد الوصول إليه. إنه يشتمل على الاقتراب خطوة فخطوة من السلوك المطلوب وذلك من خلال مساعدة المتعلم على الانتقال على نحو تتابعي من السلوك الذي يستطيع القيام به حاليا ( السلوك المدخلي) إلى السلوك الذي يتوخى تحقيقه (السلوك النهائي) فإذا كان الطفل لا يتفاعل اجتماعيا مع الآخرين فمن الممكن تعزيزه عندما ينظر إليهم ومن ثم عندما يقترب منهم وبعد ذلك عندما يأخذ منهم شيئا يقدمونه له وهكذا. كذلك يستطيع المعلم تشكيل السلوك اللفظي لدى الطفل المعوق خطوة فخطوة فيقوم بتعزيزه في البداية عندما ينتبه إليه ومن ثم تعزيز استجاباته غير اللفظية ( كحركة اليدين أو حركة الشفاه) ومن ثم تعزيز محاولات الطفل للتقليد اللفظي حيث يعزز أية ألفاظ تصدر عنه في بادئ الأمر ومن ثم الاستجابات اللفظية التي تقترب من استجابات المعلم وهكذا.

مــبـدأ بــريماك  :

ينص مبدأ بريماك على أن النشاط المحبب إلى نفس الطفل أو السلوك الذي يصدر عنه بمعدل مرتفع يمكن استخدامه كمعزز ايجابي ليقوم بتأدية سلوك مطلوب منه ولكنه غير محبب إلى نفسه أو أنه قليلا ما يصدر عنه. بعبارة أخرى يقوم هذا المبدأ على افتراض مفاده أن النشاط الذي يتضمن تعزيزا للفرد يمكن استخدامه لتقوية وتدعيم النشاطات الأقل تعزيزا له. ومن حسنات هذا النوع من التنظيم البيئي لسلوك الفرد  أنه يتطلب استخدام معززات متوفرة وغير مكلفة وطبيعية.

تســلسل الإستـجابـة  :

تتضمن هذه الطريقة تعليم الطفل المعوق سلوكا معينا من خلال تطوير ودمج سلسلة من الاستجابات المرتبطة ببعضها البعض وظيفيا. وفي هذه الحالة يعتمد أسلوب تحليل المهمة لتحقيق الأهداف التربوية أو العلاجية المنشودة. وفي السلسلة السلوكية تعمل كل استجابة( أو حلقة) بمثابة معزز شرطي للاستجابة السابقة ومثير تمييزي للاستجابة اللاحقة. ويمكن أن تتضمن عملية التسلسل المنظمة تعليم الاستجابة الأولى فالثانية وهكذا إلى أن يؤدي الطفل السلسلة السلوكية بأكملها. وتعرف هذه الطريقة باسم التسلسل الأمامي, وقد تتضمن هذه العملية قيام المتعلم بتأدية الاستجابة الأخيرة أولا ومن ثم يتنقل تدريجيا إلى تأدية الاستجابات السابقة إلى أن يقوم بالسلسلة السلوكية بأكملها وتعرف هذه الطريقة باسم التسلسل الخلفي .
النــمــذجــة   :

ومن الطرق البسيطة نسبيا والواضحة لتعليم الطفل المعوق سلوكا ما طريقة النمذجة التي تشمل قيام المعلم أو شخص آجر (النموذج) بتعليم الطفل كي يفعل شيئا ما ومن ثم الطلب منه أن يقلد ما شاهده. ولتحقيق ذلك يحتاج الطفل إلى التشجيع والانتباه والتعزيز , هذا وقد أوضحت مئات الدراسات العلمية فاعلية النمذجة والتقليد في تعليم الأطفال المعوقين العديد من المظاهر السلوكية الصفية المناسبة.

التـعليـم المـبرمـج :

يشتمل التعليم المبرمج على تنظيم المادة التعليمية على هيئة وحدات صغيرة متسلسلة منطقيا، وتتضمن كل وحدة معلومات محددة وتتطلب استجابات معينة من المتعلم وتوفر تغذية راجعة حول صحة استجاباته. وينتقل المتعلم تبعا للتعليم المبرمج من وحدة إلى أخرى اعتمادا على سرعته في التعلم. ويمكن أن يستخدم كتيبات بسيطة أو كتب معقدة  أو آلات تعليمية وغير ذلك.

الإخـــــفــاء   :

هو التغير التدريجي للمثيرات الضابطة لاستجابات الطفل بحيث تحل محلها مثيرات جديدة وذلك بغية المحافظة على استمرارية حدوث الاستجابات في ظروف جديدة، بعبارة أخرى يشمل الإخفاء  نقل السلوك من موقف إلى موقف آخر تدريجيا وذلك من خلال تغيير الموقف الأول شيئا فشيئا ليصبح مشابها للموقف الآخر. ويعتبر الانتقال التدريجي أمرا بالغ الأهمية لنجاح عملية الإخفاء وإلا اختفى السلوك المستهدف . وذلك يتضمن عادة إخفاء أو تلاشي المثيرات والدلالات التمييزية ( أو التعليمات والإيضاحات والتوجيهات) المقدمة للطفل تدريجيا وذلك من أجل تشجيعه على العمل باستقلالية.

الـتـغــذيــة الــراجعــة :

تتضمن التغذية الراجعة تقديم معلومات للطفل توضح له الأثر الذي نجم عن سلوكه، وهذه المعلومات توجه السلوك الحالي والمستقبلي . وقد يبين (ميكولاس) أن التغذية الراجعة قد تؤدي إلى واحدة أو أكثر من النتائج التالية:
1-   قد تعمل التغذية الراجعة بمثابة تعزيز ( التغذية الراجعة الإيجابية) أو بمثابة عقاب ( التغذية الراجعة السلبية).
2-  قد تغير التغذية الراجعة مستوى الدافعية لدى الطفل , ، فإذا حصل الطفل على علامة منخفضة فذلك قد يدفعه إلى الدراسة والتحضير.
3-   قد تقدم التغذية الراجعة معلومات للطفل توجه أداءه وتعلمه ( التغذية الراجعة التصحيحية).
4-  قد تزود التغذية الراجعة الطفل بخبرات تعليمية جديدة أو فرص جديدة لممارسة تعلم سابق. وهكذا يتضح أن التغذية تلعب دورا بالغ الأهمية في تشكيل السلوك الإنساني، ولذلك فإن استخدامها في المواقف والظروف المناسبة يسهل عملية تعلم الأطفال المعوقين.

برامـج الاقتصـاد الرمـزي :

تستخدم طريقة التعزيز ( أو الاقتصاد) الرمزي بهدف إحداث تغييرات سريعة في سلوك الأطفال المعوقين وذلك من خلال زيادة دافعتيهم وزيادة احتمالات قيامهم بالسلوك المناسب. وتتضمن برامج الاقتصاد الرمزي العناصر الرئيسية التالية:
·       تزويد الأطفال بمعلومات توضح لهم الاستجابات التي ستؤدي إلى التعزيز.
·   تنظيم العلاقة بين المعزز الرمزي (وهو معزز شرطي معزز يستمد قيمته التعزيزية من خلال ارتباطه بمثيرات تعزيزية أولية أو ثانوية أخرى) .
·   قواعد واضحة تبين كيفية وظروف استبدال المعززات الرمزية بالنشاطات أو الأحداث أو الأشياء المعززة( المعززات الداعمة). وينبغي الإشارة هنا إلى أن اسلوب الاقتصاد الرمزي ( والذي يسمى هكذا لأنه يعمل تبعا لمبدأ العرض والطلب) ليس اسلوبا تقليديا أو طبيعيا حيث أن المعززات التي يتضمنها لا تتوفر عادة في المدارس. لذلك فمن الأهمية تذكر ذلك  والتأكيد على ضرورة استبدال المعززات الاصطناعية بالمعززات الطبيعية بعد تحقيق الأهداف التربوية أو العلاجية المتوخاه .

التعــاقــد السـلوكـي:

يعتبر التعاقد السلوكي من الأدوات الفعالة لتنظيم الاستجابات الأكاديمية والاجتماعية لدى الأطفال المعوقين . ويشمل هذا الإسلوب تحديد السلوك المتوقع من الطفل وإيضاح المكافأة التي سيحصل عليها بعد تأديته لذلك السلوك. ويتم تحديد المهمة السلوكية والمعزز في عقد مكتوب يفهمه  الطرفان ( المعلم والطفل) ويتفقان على بنوده ويتصف بكونه واضحا وعادلا وايجابيا. ويستند التعاقد السلوكي إلى مبدأ بريماك الذي أشرنا إليه قبل قليل وبذلك فهو أداة فعالة تساعد الطفل على تنظيم الذات حيث أنه يدرك أن حصوله على ما يريد يتطلب منه القيام أولا بما يريده المعلم منه.



التنظـيـم الـذاتــي:

قد لا تتوفر للمعلم أو المرشد الفرص الكافية لملاحظة سلوك الطفل المعوق وتنظيم نتائجه على نحو يسمح بتعديله، لذلك طور الباحثون في ميدان التربية الخاصة اسلوب التنظيم ( أو الضبط) الذاتي بهدف مساعدة الأطفال المعوقين على تحمل المسؤولية الشخصية عن استجابتهم. ويشتمل هذا الإسلوب على تدريب الطفل على ملاحظة سلوكه وتسجيله ذاتيا وتنظيم شروط التعزيز والعقاب وتطوير استراتيجيات حل المشكلات ، وعلى وجه التحديد يتضمن ضبط الذات الاستراتيجيات التالية:
·       الملاحظة الذاتية والتي قد تقوم بحد ذاتها بدور وقائي أو علاجي .
·       تنظيم أو إعادة تنظيم المواقف أو الظروف البيئية التي يحدث فيها السلوك المستهدف.
·       تعلم استجابات بديلة.
·       تغيير نتائج السلوك على نحو يسمح باستخدام التعزيز الذاتي والعقاب الذاتي وما إلى ذلك.

إجــــراءات خفــض الســلـــوك:



قد يظهر الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة العديد من الأنماط السلوكية غير التكيفية أو الشاذة والتي قد تشمل إيذاء الذات والعدوان والفوضى والتبول اللاإرادي والنشاط الزائد والعصيان والانسحاب الاجتماعي وغير ذلك من الاستجابات غير المناسبة. وتوضح الدراسات أن هذه الأنماط السلوكية ترتبط بمتغيرات مختلفة من أهمها الجنس( حيث تشير نتائج الدراسات إلى أن المظاهر السلوكية غير التكيفية بوجه عام أكثر شيوعا بين الذكور منها لدى الإناث) والعمر الزمني( مستوى حدوث السلوك غير التكيفي يميل إلى الانخفاض مع تقدم العمر الزمني للطفل) والعمر العقلي(حيث تجمع الدراسات على أن معدل حدوث السلوك غير التكيفي يزداد بانخفاض القدرات العقلية العامة).

الـمـحــــو:


يستمر الأطفال أحيانا بتأدية السلوكيات عير المرغوب فيها بسبب انتباه الآباء والمعلمين إليهم عند قيامهم بتلك السلوكيات . ويأخذ الانتباه أشكالا مختلفة منها التذمر أو الصراخ أو التوسل إليهم بالتوقف عن السلوك. ولهذا فبالإمكان معالجة تلك السلوكيات بتجاهلها وهذا ما دفع بالباحثين إلى تسمية هذا الإجراء بالتجاهل المخطط له.
يشتمل المحو على تقليل السلوك تدريجيا من خلال إيقاف التعزيز الذي كان يحافظ على استمرارية حدوثه في الماضي . وإذا كان الإطفاء واضحا وبسيطا نظريا فتطبيقه عمليا صعب للغاية. فهو لن يقلل السلوك إلا إذا تم تحديد جميع المعززات ذات العلاقة وضبطها وذلك هدف ليس من السهل تحقيقه في كثير من الأحيان.
إن استخدام الإطفاء بنجاح يتطلب التعرف إلى طبيعة أثره في السلوك ويمكننا تلخيص خصائص السلوك الذي يخضع للإطفاء كما يلي:
1-  إن السلوك المستهدف في بادئ الأمر يقوى بدلا من أن يضعف. والسبب وراء ذلك هو أن الشخص سيحاول جاهدا أن يحصل على التعزيز الذي تعود عليه وللأسف بأن عدم تفهم هذه الحقيقة غالبا ما يدفع المعلمين والآباء إلى التخلي عن الإطفاء.
2-   يؤدي هذا الإجراء إلى ظهور استجابات انفعالية مختلفة كالعدوان أو الغضب أو البكاء ،الخ.
3-  كثيرا ما يظهر السلوك بعد انطفائه وتسمى هذه الظاهرة بالإستعاده التلقائية. وعلى أية حال فظهور السلوك بعد اختفاءه يكون مؤقتا في العادة وغالبا ما يؤدي تجاهله إلى انطفائه من جديد.
4-  الإطفاء لا يقلل السلوك فورا بل تدريجيا . وتعتمد سرعة اختفاء السلوك الذي يخضع للأطفال على عدة عوامل من أهمها جدول السلوك الذي كان السلوك المستهدف يخضع له ( فالتعزيز المتقطع يعني مقاومة أكبر للأطفال).


إجـــــراءات التــقليل المعتــمدة عـلى التـعزيـز



ربما تكون أكثر إجراءات التقليل ايجابية هي الإجراءات المستندة إلى التعزيز، فباستطاعتنا استخدام التعزيز لتقليل السلوك غير المرغوب فيه وفق القوانين التالية:

أ) التعزيز التفاضلي للسلوك الآخر :

يضمن هذا الإجراء تعزيز الشخص في حالة امتناعه عن القيام بالسلوك غير المرغوب فيه لفترة زمنية محددة, ويعتمد طول تلك الفترة على معدل حدوث السلوك المستهدف فبل البدء بمعالجته ، بعبارة أخرى يشتمل هذه الإجراء عل محو السلوك غير المرغوب فيه وتعزيز السلوكيات الأخرى المرغوب فيها. ويتطلب استخدام هذا الإجراء إتباع الخطوات التالية :
·       تحديد السلوك المراد تقليله وتعريفه إجرائيا.
·       تحديد الفترة الزمنية التي يجب على الشخص الامتناع عن تأدية السلوك المستهدف أثناءها .
·       قياس السلوك المستهدف أثناء تلك الفترة بشكل متواصل.
·       تعزيز الشخص في حالة امتناعه عن تأدية السلوك المستهدف في الفترة التي تم تحديدها.

ب ) التعزيز التفاضلي للسلوك البديل :

 يسمى هذا الإجراء أيضا بالإشراط المضاد إذ أنه يشتمل على تعزيز الشخص على القيام بسلوك لا يتوافق والسلوك غير المرغوب فيه ، فبدلا من توبيخ الطالب أو معاقبته جسديا عندما يجيب عن الأسئلة دون أن يرفع يده يستطيع المعلم أن يثني عليه عندما يرفع يده، وهو كذلك يستطيع ضبط سلوك الخروج من المقعد بتعزيز الطفل عندما يجلس في المقعد. وبالمثل يستطيع الأب أن يقلل من تنقل ابنه من غرفة إلى أخرى في البيت وفي يده الطعام بتعزيزه عندما يجلس بشكل مناسب مع الآخرين في الأسرة لتناول الطعام. وهكذا يكون السلوك بديلا لسلوك آخر إذا كان من المستحيل أن يحدث معه في الوقت نفسه.

ج‌)    التعزيز التفاضلي لانخفاض معدل السلوك :

 يشتمل هذا الإجراء على تعزيز الشخص عندما يصبح معدل حدوث السلوك غير المرغوب فيه لديه أقل من قيمة معينة يتم تحديدها مسبقا . ونستطيع وصف الخطوات التي يجب إتباعها عند استخدام هذه الإجراء كما يلي:
·       تحديد السلوك المستهدف وتعريفه إجرائيا.
·       قياس معدل حدوثه قبل البدء بمعالجته.
·       تحديد معايير التعزيز.
·       تقديم المعززات إذا كان معدل حدوث السلوك أقل من القيمة المحددة ( المعيار الذي تم وضعه).
إن هذا الإجراء لا يهدف إلى إيقاف السلوك بل إلى تقليله، وهو يشبه الإجراء المعروف بالتشكيل حيث أن كليهما يحاول تحقيق الأهداف المتوخاة تدريجيا , ولكن التعزيز التفاضلي لانخفاض معدل السلوك يعمل على إضعاف السلوك بينما يعمل التشكيل على تقويته.



الـنـمـذجــة:

أشرنا إلى أن النمذجة هي عملية تعلم تشمل على تغيير الفرد لسلوكه نتيجة لملاحظة ومحاكاة سلوك فرد آخر. وعلى الرغم من إمكانية استخدام النمذجة لتحقيق العديد من الأهداف العلاجية( كزيادة السلوك المرغوب فيه أو تشكيل السلوك)، إلا أن ما يهمنا في هذا الجزء هو النمذجة بوصفها إجراء لتقليل السلوك غير المرغوب فيه في هذه الحالة قد تأخذ النمذجة أحد الشكلين التاليين:

‌أ)   النمذجة بهدف الكف: في هذه الطريقة إما أن يلاحظ الفرد النتائج السلبية التي تنجم عن تأدية النموذج للسلوك غير المرغوب فيه, أو أن يلاحظ نموذجا لا يعزز على سلوكه, أو أن يلاحظ نموذجا يؤدي السلوك المراد تقليله بشكل منخفض.
ب ) نمذجة السلوك البديل: تشتمل هذه الطريقة على قيام المتعالج بملاحظة نموذج لا يؤدي السلوك غير المرغوب فيه أو يؤدي سلوكا بديلا له( كأن يلاحظ الشخص الذي يخاف من الكلاب مثلا شخصا آخر يمر بخبرات غير مخيفة مع الكلاب).

الإقصاء عن التعزيز الإيجابي:

لا يؤدي الإطفاء أحيانا إلى تقليل السلوك نتيجة لصعوبة ضبط مصادر التعزيز. فعلى سبيل المثال، قد يتجاهل المعلم سلوك الطالب الذي يسلك على نحو غير مقبول بهدف تقليله، ولكن الطلبة الآخرين قد يعززونه (عن غير قصد) وذلك سيحد من عملية الإطفاء إلى درجة كبيرة.
إن الإجراء المناسب في مثل هذه الحالة ( والحالات المماثلة التي يكون التعزيز فيها مستمدا من التفاعل الاجتماعي) هو الإجراء المعروف بالإقصاء عن التعزيز الإيجابي. ويشتمل هذا الإجراء على حرمان الشخص مؤقتا من إمكانية الحصول على التعزيز وذلك بإقصائه من البيئة المعززة إلى بيئة غير معززة حال تأديته للسلوك المراد تأديته للسلوك المراد تقليله.
ولعل أهم الاعتبارات التي ينبغي مراعاتها عند استخدام الإقصاء هو الـتأكد من أن الموقف ( أو المكان) الذي يقصى عنه الشخص معزز له بالفعل وأن الموقف الذي يقصى إليه غير معزز بالمرة أو أنه بغيض بعض الشيء وإلا فقد يؤدي الشخص السلوك غير المرغوب فيه بهدف الانتقال إلى مكان الإقصاء. فعلى سبيل المثال, يلجأ بعض المعلمين إلى طرد الطلبة من غرفة الصف وإرسالهم إلى البيت مدة يوم أو يومين جزاء لهم على سوء تصرفهم. ترى هل غرفة الصف " بيئة معززة" والبيت بيئة " غير معززة" للطلبة بالفعل؟ ربما كانت مغادرة المدرسة شيئا ممتعا بالنسبة للطلبة ( وخاصة إذا كانت قد اقترنت بالعقاب والضبط البغيض). ويأخذ الإقصاء عن التعزيز الإيجابي ثلاثة أشكال أساسية وهي:

أ) الملاحظة الشرطية: في هذا النوع من الإقصاء، والذي يستخدم عادة مع الأطفال يتم إبعاد الطفل عن الأطفال الآخرين لفترة زمنية محددة جزاء له على تصرفه غير اللائق. وأثناء تلك الفترة يتم تجاهله بعد أن يكون قد حرم من النشاط المفضل ويطلب منه ملاحظة الأطفال الآخرين وهم يقومون بالنشاط ويحصلون على التعزيز.

ب) الاستثناء: أما في هذا النوع من الإقصاء يقوم المعلم بحرمان الطفل من      النشاط المفضل وبحرمانه من إمكانية مشاهدة الأطفال الآخرين ولكن دون اللجوء إلى نقله إلى مكان خاص خارج غرفة الصف. فعلى سبيل المثال قد يرغم المعلم الطفل على الجلوس في كرسي وضع في أحد زوايا غرفة الصف ويطلب منه أن يجلس مواجها الحائط فترة من الزمن.

 
ج) العزل: كذلك قد يأخذ الإقصاء عن التعزيز الإيجابي شكلا أكثر عنفا من الأشكال السابقة ويسمى في هذه الحالة بالعزل. ويشتمل هذا النوع على إقصاء الشخص من البيئة المعززة إلى بيئة غير معززة تسمى غرفة العزل، ولعله من الأهمية بمكان التأكيد هنا على أن العزل يجب أن لا يستمر للأكثر من عدة دقائق ( فالعزل لا يعني الحبس).

تـكـلـفـة الاستـجـابـة

تشير تكلفة الاستجابة إلى أن قيام الشخص بالسلوك غير المرغوب فيه سيكلفه شيئا ما, وذلك الشيء هو فقدان جزء من المعززات التي في حوزته. بعبارة أخرى يشتمل هذا الإجراء على أخذ جزء من المعززات من الفرد بعد تأديته للسلوك المستهدف مباشرة وذلك بهدف تقليل احتمالات حدوثه في المستقبل.
إن هذا الإجراء يستخدم بكثرة في الحياة اليومية وهو غالبا ما يسمى بالمخالفة أو الغرامة. ومن الأمثلة على ذلك فصل الهاتف بسبب عدم تسديد الفاتورة وقت استحقاقها، ومخالفة السائق بسبب سرعته الزائدة ، وخصم بعض العلامات بسبب عدم تسليم الطالب لواجبه المدرسي في الموعد المحدد،الخ.
ولعل أهم النقاط التي يجب أخذها بالاعتبار عند استخدام تكلفة الاستجابة هي ضرورة أن تتناسب كمية الغرامة مع طبيعة السلوك المستهدف . فنحن بالطبع لا نريد أن يفقد الشخص كل ما في حوزته من معززات, فإذا حدث ذلك فلا معنى لاستخدام تكلفة الاستجابة أصلا إذ أن الشخص لم يعد لديه ما يفقده

التـصـحيـح الـزائـد:

يستند التصحيح الزائد إلى منطق بسيط يقول أن على الإنسان الذي يسيء التصرف أن يتحمل نتائج سلوكه . وتبعا لذلك جاء هذا الإجراء ليشتمل على عنصرين أساسيين وهما:

أ - إرغام الشخص على أن يعيد الوضع إلى حال أفضل من الذي كان عليه قبل قيامه بالسلوك غير المناسب وهذا ما يسمى بتصحيح الوضع. فعلى سبيل المثال إذا أراد المعلم أن يوقف سلوك الكتابة على المقاعد الدراسية لدى الطلبة فباستطاعته أن يرغم الطالب الذي يفعل ذلك على أن يمسح كل ما كتبه وأن ينظف المقعد جيدا، وأن ينظف المقاعد الأخرى في غرفة الصف أيضا ، وهكذا فالتصحيح الزائد إجراء عقابي يحاول التأكيد للشخص على أن سلوكه غير المقبول سترتب عليه عواقب تزعجه وتتعبه فعلا.

ب - الممارسة الإيجابية وتشتمل على إرغام الشخص في حالة قيامه بالسلوك غبر المقبول على تأدية سلوك بديل له لفترة زمنية محددة. فعلى سبيل المثال إذا أبدى طفل متخلف عقليا سلوكا نمطيا أو ما يسمى بالإثارة الذاتية كأن يصفع وجهه بيده مثلا, فباستطاعتنا محاولة إيقاف ذلك بإرغام الطفل على الجلوس بشكل مناسب( باستخدام التقييد الجسدي أحيانا)، وأن يضع يديه أمامه فترة    زمنية معينة. وسنكتفي هنا بالإشارة إلى أن مئات الدراسات أوضحت فعالية هذا الإجراء في معالجة العديد من المشكلات السلوكية كالعدوان والإيذاء الذاتي والسلوك التخريبي والسلوك الاجتماعي غير المقبول والتبول اللاإرادي والفوضى.

الإشـبـــاع :

يقوم هذا الإجراء على افتراض مفاده أن تقديم المعزز نفسه بكميات كبيرة في فترة زمنية قصيرة يؤدي إلى فقدان المعزز لمعناه. فكما أشرنا في سياق حديثنا عن العوامل التي تؤثر في فعالية العقاب, يؤدي استخدام المعزز نفسه بشكل متواصل إلى الإشباع منه وذلك قد يترتب عليه فقدان المعزز لخاصيته التعزيزية . وتبعا لذلك يمكننا استخدام الإشباع لكبح السلوك وذلك بإعطاء الشخص كميات كبيرة من المعزز على أمل أن يؤدي ذلك إلى تقليل دافعتيه لتأدية السلوك . وعلى الرغم من أن هذا الإجراء ذو فعالية كبيرة إذا ما استخدم وفق القواعد الصحيحة، إلا أن استخداماته محدودة. فنحن لا نستطيع مساعدة الشخص على الإقلاع عن التدخين مثلا بالإشباع، فعواقب ذلك على صحته قد تكون وخيمة.



الممارسة السلبية:

يشتمل هذا الإجراء على إرغام الشخص على تأدية السلوك غير المرغوب بشكل متواصل لفترة زمنية محددة على افتراض أنه سيصبح مملا وبغيضا في النهاية. وفي العادة يستخدم هذا الإجراء لتقليل السلوكيات اللاإرادية, كمص الإبهام وقضم الأظافر والتأتاة. فالممارسة السلبية مثلها في ذلك مثل الإشباع, استخداماتها محدودة جدا. فنحن لا نستطيع مثلا استخدام الممارسة السلبية في معالجة العدوان لأن العواقب قد تكون خطيرة.

تـغـيـر الـمـثـيـر:

يبدي الإنسان أحيانا بعض الأنماط السلوكية غير المرغوب فيها في ظروف بيئية معينة. ولهذا فبالامكان ضبط تلك السلوكيات من خلال ضبط الظروف التي تهيئ الفرصة لحدوثها. والأمثلة على ذلك في الحياة اليومية كثيرة جدا ومنها الأم التي تضع الأشياء القابلة للكسر بعيدا عن متناول يد ابنها، والمعلم الذي يطلب من طالب يتحدث مع جاره أن يتنقل إلى مقعد آخر, والمعلم الذي يطلب من الطلبة أن يجلسوا بعيدا عن بعضهم البعض أثناء الامتحان بهدف التقليل من احتمالات الغش . إن هذا الإجراء يعمل على كبح السلوك المراد تقليله بفعالية إلا أنه لا يقدم إلا حلولا مؤقتة.

الـتــوبــيــخ:

التوبيخ هو التعبير عن عدم الموافقة أو عدم الرضا عن سلوك الفرد بطريقة لفظية( كقول: كلام سخيف, جاهل، خطأ, الخ) أو بطريقة غير لفظية( كالنظرة الغاضبة أو الساخرة). وتوضح الدراسات المتعلقة بأنماط التفاعل بين المعلمين والطلبة أن التوبيخ أكثر أشكال العقاب استخداما في المدارس. ويعود ذلك إلى كونه إجراء بسيطا من السهل تنفيذه واستخدامه مباشرة بعد حدوث السلوك المستهدف. وعلى الرغم من شيوع هذا الإجراء فإن البحوث المتعلقة به إذا قورنت بالبحوث التي أجريت على أشكال العقاب الأخرى الأقل شيوعا محدودة جدا ، وتتصف نتائج الدراسات المتوافرة بالتناقض.
ومن الدراسات المثيرة للاهتمام دراسة أوليري وآخرين, إذ أوضحت أن التوبيخ بصوت منخفض أكثر فاعلية من التوبيخ بصوت عال. أما دراسة (فان هوتن) وزملائه فلقد أشارت إلى أن العوامل التالية تزيد فعالية التوبيخ:

أ - السلوك غير اللفظي أثناء التوبيخ ( وبخاصة الاتصال العيني)

ب - الاقتراب من الفرد أثناء توبيخه. كذلك تشير البحوث العلمية إلى أن التوبيخ يكون أكثر فاعلية إذا اقترن بمثير عقاب فعال, وإذا لم يشتمل على مناقشات مطولة وعنيفة مع الشخص عند توبيخه.

  وأخيرا ينبغي الإشارة هنا إلى أن التوبيخ شكل من أشكال الانتباه إلى سلوك الآخرين وبناء على ذلك فهو قد يعمل بمثابة مثير تعزيزي لا عقابي . ولعل ذلك يلقي الضوء على الأسباب التي تكمن وراء عدم توقف الطلبة عن القيام بالسلوكيات غير المناسبة على الرغم من استخدام المعلمين للتوبيخ بكثرة.


مشكلات سلوكية

المحتويات

الصفحة
الموضوع
2
المقدمة
3
تعريف النشاط الزائد
4
أسباب النشاط الزائد
5
طرق الوقاية من النشاط الزائد
6
علاج النشاط الزائد
8
نموذج إتفاقية
16
تصاميم البحث في ميدان تعديل السلوك
17
دراسة حالة لمشكلة النشاط الزائد
19
تعريف تشتت الإنتباه
21
أسباب تشتت الإنتباه
22
طرق الوقايةمن تشتت الإنتباه
25
علاج تشتت الإنتباه
29
دراسة حالة لمشكلة تشتت الإنتباه
30
الخاتمة
31
المراجع




مشكلات سلوكية وأساليب علاجها

المقدمة
من الملاحظ بشكل عام أن جميع الأطفال يمرون بفترات من الصعوبات السلوكية والإنفعالية.وتظهر نتائج دراسة النمو في كاليفورنيا أن الذكور والإناث يعانون بالمتوسط من خمس إلى ست مشكلات في أي وقت خلال مرحلة ما قبل المدرسة والمدرسة الإبتدائية . وتنخفض درجة انتشار هذه الصعوبات السلوكية مع التقدم في العمر بالنسبة للأطفال في سن المدرسة.لذا نجد أن الأطفال الأصغر الذين هم ما بين 6-8 سنوات يفوقون الأطفال الأكبر عمرا"الذين هم ما بين 9-12 سنة في عدد المشكلات السلوكية.لذلك يجب ألا يقلل  المعلمين وأولياء الأمور من  المشكلات السلوكية التي يظهرها الأطفال  ويتركوها بدون حل فهذه المشكلات لا بد من حلها بشكل فعال ،إذ أن الإهمال أو سوء التصرف يمكن أن يؤدي إلى مشكلات سلوكية خطيرة .







أولا": النشاط الزائد

يعرف النشاط الزائد بأنه حركات جسمية تفوق الحد الطبيعي أو المقبول ، ويستطيع الأبوان اللذان يتصفان بدرجة معقولة من الموضوعية معرفة ما إذا كانت كمية أو درجة النشاط الإرادي وغير الإرادي عند طفلهم مختلفة عما هي لدى مجموعة رفاق الطفل من الجنس نفسه ، وإذا ما كان في شك من الأمر فإن زيارة لأحد الصفوف أو أماكن الترفيه للأطفال الذين هم في عمر طفلهما تساعدهما على التيقن من الأمر .كما ان الطلب من أحد الأصدقاء القيام بمراقبة الطفل وتقديم معلومات موضوعية عن مستوى نشاطه قد تساعد الأبوين إلى حد بعيد،والفكرة المهمة هي ان النشاط الزائد يظهر من خلال النشاط غير الملائم وغير الموجه بالمقارنة مع سلوك الطفل النشط الذي تتسم فعاليته بأنها هادفة ومنتجة.
ومن المؤشرات العلمية للأبوين ،التقارير المتكررة عن كون الطفل لا يستقر أو أنه دائم التجول في المكان ويتسلق الجدران في مواقف مختلفة ،وكذلك تكرار فشله في إتمام أية مهمة يكلف بها بالرغم من شدة نشاطه وكونه Charles, Schaefer(2008) نادرا" ما يجلس هادئا" فهو دائم الحركة .     




الأسباب 
تعد فطرة المزاج الموروث ذات أهمية في هذا المجال إذ أن هناك أطفالا" يظهرون نشيطين جدا" منذ الولادة ،لذا تعد العوامل الوراثية مهمة جدا في ظهور النشاط الزائد .وكثيرا ما ياتي النشاط الزائد مرافقا" للصرع والتوحد إلا ان عددا" كبيرا من الاطفال الذين لديهم نشاط زائد يعتقد بأنهم يعانون من خلل وظيفي في الدماغ هو الذي يسبب الحركات الكثيرة غير الهادفة .وقد يحدث النشاط الزائد أيضا" نتيجة الصدمات على الرأس أو التسمم ، كما أن الظروف البيئية قد تشجع أو تخفض من مستوى سلوك النشاط الزائد ، كما أن هناك حالات نادرة يؤدي فيها الخلل في كهربائية الدماغ أو الإضطراب في إفراز الغدد أو الورم الدماغي إلى النشاط الزائد، في مثل هذه الحالات النادرة فإن التشخيص الصحيح والمناسب يجب أن يتم حتى يقدم للطفل العلاج الطبي المناسب .كما يدور حديثا"الكثير من الجدل عن إمكانية تسبب الحالة نتيجة التغذية أو الحساسية لأنواع خاصة من الغذاء ،فالكثير من علماء الحساسية يرون أن بعض انواع المواد قد تؤدي إلى النشاط الزائد في الأطفال إلا أن معظم الآباء يواجهون صعوبة في منع أطفالهم من تناول المثلجات والمرطبات وغيرها من الأطعمة .





طرق الوقاية
1- هيئ بيئة صحية للطفل ، فقد اوضحت العديد من الدراسات أن الحالة الجسمسة والعقلية للأم الحامل لها تاثير مباشر في مستوى نشاط الطفل وقدرته على التركيز فيما بعد ، لقد وجد أن الإصابة بالأمراض أثناء الحمل أو تعاطي العقاقير أو التعرض للتوتر والقلق الشديد لفترات طويلة ترتبط كلها بالنشاط الزائد لدى الطفل في السنوات الأولى من العمر .إن البيئة الطبيعية المناسبة للجنين يمكن ضمانها عن طريق توفير نظام تغذية جيد للأم الحامل وامتناعها عن تناول العقاقير (الكحول والتدخين والمهدئات والمخدرات) وهناك دلائل متزايدة تشير إلى وجود علاقة بين النشاط الزائد (ومشكلات سلوكية وتعليمية أخرى) والطريقة المستخدمة في الولادة كإستخدام الملقط أو مقادير كبيرة من العقاقير يسبب النشاط الزائد والقهرية والتشوش الذهني معا" في بعض الأطفال .كذلك فإن توفر التغذية الجيدة والحماية والإستثارة الحسية للرضيع تضمن له تحقيق أقصى قدر من النمو.

علم الطفل نشاطات هادفة
كثير مايقلل الآباء من أهمية تأثير تعليمهم المستمر للطفل السلوك الهادف ،فمنذ الطفولة المبكرة وما بعد ،بإمكان الأبوين تعزيز الطفل ايجابيا في نشاطاته الهادفة،فالانتباه والثناء على  أي  انجاز يحققه الرضيع أو الطفل في سنواته الأولى سوف يقوى السلوك الفعال .
وفي الوقت نفسه فأن الإباء والإخوة يمثلون نماذج للقدرة على التركيز وإتمام المهمات، وان التعليم المبكر بالملاحظة يضع الأساس لسلوك التركيز عند الطفل، وخلا الطفولة فان مستوى نشاط الأهل ومدى فعالية هذا النشاط يمثل نموذجا يمكن تقليده بالنسبة للطفل النامي.
  كذلك يمكن للأبوين أيضاء توضيح كيفية استخدام اللغة كموجة للسلوك الهادف، مثلا (يجب أن انتهى من هذا وبعد ذلك سأستريح )،كما يمكن أن تستخدم اللغة أيضا كأداة للمتابعة مثلا  هذه لم يتم إنهاؤها بشكل مناسب ،لذا علي أن أصلحها).
العلاج
1- التعزيز اللفظي للسلوك المناسب:
إن وجود مستوى ملائم من النشاط وعكس النشاط الزائد ،خصوصاً النشاط الهادف أو المنتج.
ويجب أن يحرص الأبوان على إبراز أي سلوك منتج يقوم به الطفل، وان يمسكا الطفل وهو يعمل أشياء بشكل جيد ليقولا له (رائع لقد أنهيت العمل بدقة تامة) ، وعندما يستقر الطفل في مقر ما وينتبه وينجز المهمات التي يكلف بها بإمكان الأبوين ان يقولا له:( كم هو جميل أنك جلست واكملت المطلوب منك ) ويمكن تحديد الاهداف اليومية للطفل وإمتداح اي جهد يبذله لتحقيق هذه الاهداف ، كان تقول له :(فعلا" لقد بذلت جهدك لتجلس بهدوء أثناء العشاء.وفي ىخر النهار يمكن إخبار الطفل بالتحسن الذي احرزه فيما يتعلق بالهدوء والنشاط الهادف . وقد يكون من الضروري في بعض الاوقات أن يقوم الآباء بتمثيل النشاط الهادف وعندما يقلد الطفل سلوك الأب يجب أن يعزز فورا" إما بالثناء أو بالمكافآت المادية ،وقد يكون من الضروري تكرار التقليد والثناء بشكل دوري ، وفي حين ان الثناء والتعزيز الفوري قصير الأجل يناسبان الأطفال الأصغر عمرا" فإن التعزيز المؤجل وعقد الإتفاقية يناسبان الاطفال الاكبر عمرا" والمراهقين . 
2- الاتفاقيات : لقد أورد هوم القواعد الأساسية للتعاقد التبادلي ،أي الاتفاق على تقديم مكافآت في مقابل السلوك المرغوب الذي يسلكه الطفل ،فإذا نفذ شيئاً تريده أنت أن يفعله ،فإن له بعد ذلك أن يقوم بعمل شيء يرغب هو في القيام به .ويجب أن يكون التعزيز متكررا أو بمقادير صغيرة وفورياً ،على أن يعطى في مقابل تنفيذ المطلوب وليس لمجرد إبداء الطاعة ،إن الاتفاقيات الأولية يجب أن تؤدى إلى الاقتراب من السلوك النهائي المرغوب به ويجب أن تكون الاتفاقية واضحة وعادلة ،وممكنة التحقيق، ويجب الالتزام بها ،كما أن السلوك غير المرغوب به يجب ألا يعزز اطلاقاً،ويمكن أن تحدد الاتفاقية أن السلوك الأفضل ، أو إتمام مهمة محددة سوف يؤدي إلى الحصول على تعزيز أو امتيازات ، وفيما يلي نموذج لاتفاقية تستخدم جدولاً لتوضيــح  عملية عد السلوك بحيث يرى الطفل أو المراهــق العملية واضـــحة وعادلة.ويمكن أن تكتب الكثير من الاتفاقيات دون جدول، فمثلاً يمكن للمراهق أن يوقع على ما يلي : (إنني أوافق على أن أكون أكثر هدوءاً في المدرسة وأن أتم جميع واجباتي البيتية)، فإذا كان تقدير المعلم عني بعد شهرين من الآن إيجابياً فسوف يشتري لي والدي الحاكي .وعلى الأبوين والمعلم مناقشة درجة التحسن المطلوب للحصول على تقرير إيجابي فتناقص الحركات غير الطوعية بدرجة ملحوظة وإكمال الواجبات البيتية تعد تحسناً مناسباً .


نموذج إتفاقية

أوافق على أن أحصل على عشرة سنتات مصروفاً إضافياً كل يوم ،وعلى مفاجأة سارة خلال عطلة نهاية الأسبوع إذا جلست هادئاً أثناء العشاء وأنهيت أعمالي الروتينية المبينة في الجدول .
                                          توقيع الطفل ..............
                                          توقيع الأب ..............


السبت
الأحد
الأثنين
الثلاثاء
الأربعاء
1- ترتيب الفراش والاستعداد في الوقت المناسب في الصباح





2- إخراج القمامة قبل العشاء .





3- الجلوس بهدوء لتناول العشاء.






يعطى الطفل إشارة (صح) لكل مهمة يقوم بها، وفيما يتعلق بالجلوس بهدوء يقوم الأبوان بتقدير التحسن الذي طرأ عليه ومن ثم وضع الإشارة ،ويؤدي الحصول على أكثر من (10) إشارات (صح) خلال الأسبوع إلى حصول الطفل على مفاجأة سارة في عطلة نهاية الأسبوع مثل (لعبة بولنج، أو الذهاب إلى السينما ، أو زيارة أقارب ............. الخ) . ولا يسمح بالجدل حول وضع الإشارات بينما يمكن محو إشارة كعقوبة فالجدال مثلاً قد يؤدي إلى خسارة إشارة واحدة .

3- نظام النقاط  : وكما هو في نظام الاتفاقية قد يجد الآباء أن نظاماً لوضع إشارات على جدول أو إعطاء الطفل فيشا وسيلة مفيدة لتعريف الطفل متى يكون سلوكه مناسباً ، وهذه الإشارات أو الفيش يمكن للطفل أن يستبدل بها بعض الألعاب الصغيرة أو الامتيازات الإضافية أو المشـركة في رحلــة .... الخ، ويحصل الطفل على هذه الإشارات عندما يجلس في البيت لفترات معقولة دون أن يظهر نشاطاً زائداً.ويمكن الحصول على أثر أقوى لهذا النظام إذا كان بالإمكان جعل المعلم يستخدم الأسلوب نفسه مع الطفل في الصف .وبما أن ،السلوك هو غالباً محدد بحسب الموقف ،لذا كان في الإمكان استخدام هذا الأسلوب مع الطفل عندما يكون بصحبة أبويه في مكان عام ،إن من المفيد للأبوين الاحتفاظ بمذكرة وتسجيل الإشارات التى حصل عليها الطفل لأن الإشارة أو التعزيز يجب أن يتبع السلوك المناسب مباشرة أما سلوك النشاط الزائد فيجب أن يهمل ،وعند الضرورة فإن النشاط الزائد غير العادي يمكن أن يؤدي إلى خسارة في بعض النقاط التي تم اكتسابها ويعد نظام النقاط أو الإشارات أو الفيش مفيد جداً لأنه يتبع السلوك مباشرة ولا يضطر الطفل إلى التوقف عن نشاطه ليستهلك أو ينظر إلى هذه الفيش ،والأهم من ذلك إمكانية استخدام نظام النقاط مع أنواع عديدة من السلوك ،وإمكان تغيير معدل الدفع مع تحسن سلوك الطفل كما أن نوع  التعزيز الذي يمكن للطفل الحصول عليه مقابل الفيش المتجمعة يمكن تغييره أو تعديله حسب فلسفة الأهل ،فيرى بعض الآباء أن المصروف اليومي يجب أن يحصل عليه الطفل مقابل الفيش المتجمعة ،في حين يعارض البعض الآخر بشدة أسلوب استخدام النقود .وعلى كل حال يمكن استخدام الأحداث الخاصة والامتيازات الإضافية ومنح المزيد من الاستقلالية وغيرها كتعزيز يكسبه الطفل .ويعد نظام النقاط ضرورياً في حالة الأطفال الذين لا يستجيبون للثناء.ويجب أن يستخدم هذا النظام بثبات وألا تعطى النقاط إلا مقابل السلوكات المحددة.كما يجب أن تتاح للطفل فرصة الحصول الفوري على عدد قليل من الفيش وأن يبذل جهداً أكبر أو يصل إلى هدف للحصول على مزيد من الفيش وعلى مكافأة أقيم، كما أن من الضروري تفصيل المكافآت بشكل مناسب لكي تتناسب مع عمر الطفل واهتماماته.

نموذج لبرنامج مبني على نظام النقاط

السلوك
ما يحصل عليه الطفل
1- لا يترك مقعده دون إذن
نقطة واحدة لكل شر دقائق
2- يكمل المهمات
نقطتان عن كل واجب قام بأدائه، أو عمل أنهاه دون مساعدة أو تذكير.

لقد صمم البرنامج أعلاه بحيث يناسب كلا البيت والمدرسة ، فقد يحصل الطفل على فيشة لكل عشر دقائق إذا لم يترك مقعده (في المدرسة أو أثناء تناول الطعام في البيت أو في المطعم).ومع التحسن يجب زيادة طول الفترة الزمنية التي تنقضي قبل حصول الطفل على الفيشة ،ولن يؤدي إنهاء أية مهمة أو واجب دون مساعدة للحصول على فيشتين .وبعد ذلك بإمكان الطفل أن يستبدل بهذه الفيش شراء العاب صغيرة او امتيازات إضافية تبعاً لاهتماماته ،فسيارة صغيرة مثلا تكلفه 10 فيشات وبقاؤه مستيقظا نصف ساعة بعد وقت نومه المحدد يكلفه 15 فيشة ،والذهاب إلى السينما أو إلى لعبة بولنج تكلفه 25 فيشة وهكذا.والمبدأ الأساسي هو أن التحسن في سلوك الطفل يجب أن يؤدي إلى حصوله على التعزيز بمعدل معقول، وأن التعزيز أكثر من اللازم أو أقل من اللازم يشير إلى أن نظام النقاط لم يتم اعداده بشكل مناسب.ويجب إجراء تعديل في التوقعات أو في الثمن،وعندما يصبح بإمكان الطفل البقاء في مقعده أو إكمال واجباته وحده ،يجب وقف البرنامج .وقد يستخدم الأبوان النظام مع سلوك مشكل آخر لدى الطفل بحيث يظل في مقدور الطفل الحصول على التعزيز مقابل التحسن في سلوك مشكل آخر،وعلى أية حال قد يكون من المناسب إقامة (حفل نجاح) ووضع الفيش جانبا،لأن الطفل قد نجح ولم يعد هناك حاجة لاستخدام هذا الأسلوب .إن من الضروري المحافظة على إتاحة أشكال المكافآت والامتيازات السابقة نفسها للطفل من خلال مواقف طبيعية مثل المصروف اليومي أو الهدايا.
4- زود الطفل بنظام من التعليمات : يجب أن يعرف الطفل بوضوح ما المتوقع منه،ويجب على الآباء أن يقوموا بوصف السلوك المناسب بكل وضوح ودون غضب أو انفعال، كأن يقولا للطفل (تنقلك من شيء إلى آخر سوف يمنعك من إتمام هذه الصورة الجميلة) أو (استمرارك في رسم هذه اللوحة حتى تنهيها سوف يكون رائعا) أو (عندما تشعر بأنك على وشك التهيج تنفس بعمق وانظر من النافذة فسوف تهدا ثانية) إن استخدام التعزيز الموجب هو طريقة محسوسة لتوضيح ماهية السلوك المتوقع من الطفل،وثبات أسلوب الأبوين وإمكانية التنبؤ به يعطي الطفل شعورا بالأمن والهدوء،فيجب إذا أن يتفق الأبوان مبدئيا على الاستجابة للطفل بالطريقة نفسها وعند ذلك سيتعلم الطفل أن الاستجابات الموجبة من كلا الأبوين سوف تتبع السلوك الهادف غير العشوائي .
وقد يكون من المناسب تهيئة الطفل قبل وقوع الحدث،فقبل الدخول إلى متجر مثلا قد يقول الأب لابنه (سوف يكون هناك ضجيج كثير وأناس كثيرون ،ولكن يمكنك أن تبقى معي وسوف تشعر بالهدوء، واعلم أنه لا يسمح للأطفال بلمس أي شيء،وبإمكانك أن تحمل هذه اللعبة ).وبعد دخول المطعم بإمكان الطفل أن يجلس ويكمل أشكالا بالوصل بين نقاط تحدد الشكل ،أو يقوم بقراءة كتاب جيد ومثير،المهم هو استخدام أسلوب مناسب يساعد الطفل على التركيز على مهمة أو نشاط محدد ينظم له الوقت حتى يتعلم القيام بذلك بنفسه.
أما في البيت فيمكن التقليل من المشتتات بمساعدة الطفل على ترتيب غرفته بحيث تبعد عن المكتب الأشياء غير الضرورية التي تبعث على التشتت، وبالنسبة للأطفال الصغار يجب تحديد أماكن للأشياء ،ووضع أسماء هذه الأشياء في الأماكن المخصصة لها.يجب أن يكون تنظيم غرفة الطفل للمرة الأولى نشاطا جماعيا للأسرة بحيث يستطيع الجميع المشاركة في جو ودي مريح .وقد يكون من المناسب الطلب من الطفل الصغير مراقبة أحد أشقائه أو رفاقه الذي يمثل أنموذجا جيدا ،لأن مراقبة الطفل لأحد أشقائه الأكفياء والمنظمين يمكن أن يعلمه درسا قيما،إذ أن الأطفال عادة يتعلمون بشكل جيد عن طريق الملاحظة .والتعلم غير المباشر الذي يتم بالملاحظة هو تعلم قوي جدا ،إلا أن مقارنة الطفل بشقيقه (الأفضل) أمر يجب تجنبه تماما، ويمكن تسهيل عملية التعلم بالملاحظة عن طريق تهيئة الجو الودي المناسب ،فتصبح مراقبة نموذج أثناء تأديته العمل شيئا مسليا، ولا ينصح باستخدام هذا الأسلوب إذا كان الطفل غاضبا أو ممتعضا،أما إذا كان متقبلا ومحبذا لفكرة تعلم كيف يصبح أكثر هدوءا وكفاءة فإن مراقبة الآخرين قد تكون أداة مناسبة .ويجب تحديد وقت معين للطفل لممارسة التمارين في البيت ،ومن المناسب للطفل وللأبوين توفير أدوات رياضية بما فيها (كيس للملاكمة) بحيث توضع في حجرة مناسبة أرضها مغطاة بحصيرة أو بساط ، ومن الإستراتيجيات الملائمة للتدريب لمدة 15 دقيقة ريثما يتم إعداد العشاء ، وفي حالة إستثارة الطفل فإن تفريغ الطاقة بشكل منضبط يعد طريقة مناسبة إذ يتعلم كيف يفرغ طاقته بشكل غير مؤذي ويجب أن توضح له فؤاد هذه التدريبات في بناء قوته وقدرته على الإحتمال ،ويجب ان تلاحظ ان المهمات المنزلية تحتاج إلى طاقة وقد يطلب من الطفل مثلا" أن يقوم بجرف الثلج أو تنظيف المستودع أو صف الاخشاب .....الخ وقد يكون مناسب دفع أجر للطفل من نوع ما مقابل قيامه بهذه الأعمال ، وكذلك فإن تخطيط أوقات للراحة يعد مفيدا" على ان المهم هو توفير التنظيم (البرمجة)بأن تقترح على الطفل الإسترخاء والإستماع لموسيقى محببة لديه لمدة 15 دقيقة ومن المفيد وجود ساعة منبه تتيح للطفل فرصة متابعة الوقت .

5- تنمية القدرة على ضبط الذات
تعد طريقة التحدث مع النفس واحدة من أقوى الطرق المتاحة ، فهي تعلم الطفل أن يوجه سلوكه عن طريق التحدث إلى نفسه ، فبدل أن يتحرك على غير هدى عليه أن يخبر نفسه ماذا يجب أن يفعل وذلك بصوت مرتفع أولا ثم بصمت فيما بعد ،كأن يقول لنفسه مثلا ): أريد أن أنهي هذه ، لذا يجب علي أن انتبه وسوف ألعب فيما بعد )، كما يمكن تذكيره بأن عليه أن يقول لنفسه (قف وفكر)وإذا ما لاحظ الأبوان سلوك نشاط زائد فإن قول جملة بلغة الطفل من مثل(اهدأ) أو ما الذي كان يجب على أن أفعله .....الخ يعد أسلوبه  لطيفا" للتذكير، ومن الضروري أن يقوم الأهل بملاحظة قدرة الطفل الفعلية على الهدوء والانخراط في نشاط هادف على ان يتبع ذلك ثناء لفظي من مثل : هذا رائع لقد استطعت تهدئة نفسك بالإضافة إلى وضع إشارة عند الضرورة .إن اي نشاط يتضمن مراقبة الذات يعد مفيدا" ومن الأمثلة على مراقبة الذات أن يربط عداد سرعة على ساق الطفل ويطلب إليه ان يخفض عدد الأميال التي يتحركها يوميا". وقد يكون الثناء على الإنجاز وحده كافيا" لبعض الأطفال الذين يحبون لفت الإنتباه ،بينما يكون من الضروري للبعض الآخر استخدام طرق التعزيز الموجب التي سبق ذكرها .كما يمكن تعليم الطفل أن يسجل عدد المشكلات التي يمكن حلها أو عدد المكعبات التي يمكن أن يضعها في صندوق خلال فترة زمنية قصيرة ، فهذه المهمة تساعده على التركيز وعلى تعلم مفهوم مهم وهو مراقبة الذات بدل مراقبة الراشدين له ، وبعد ذلك بإمكانه تقييم مستوى إنجازه .ولتحسين أدائه مستقبلا" عن مستوى أدائه السابق يمكن تعليمه كيف يطبق نظام مكفاة الذات كان يؤدي إتمام المهمات أو حل تمارين أكثر مثلاإلى أن يقرر الطفل مكافأة نفسه بأن يلعب او يقرأ كتابا" فكاهيا"لمدة 15 دقائق . وقد تكون ساعة المنبه التي سبق ذكرها أداة ممتازة لمراقبة الذات .
ويمكن في بعض الحالات الحصول على نتائج مدهشة نتيجة الحركة الزائدة فيطلب الابوان من الطفل أن يمارس السلوك غير الطوعي بشكل واع ومكثف ، فإذا لوحظ ان الطفل يحرك ذراعيه أو قدميه بشكل زائد ، يمكن الطلب منه مباشرة القيام ببعض التمرينات مثل رفع الأذرع ثم خفضها وتكرارذلك بضع دقائق. وللفترات غير المعتادة من عدم الإستقرار، قد يطلب من الطفل الركض ذهابا" وإيابا" لمدة دقيقتين ، والفكرة الاساسية هنا هي وقف الحركة اللارادية وتحقيق سيطرة تدريجية على نشاطات الطفل .إن إتجاهات الابوين هي العنصر الأساسيلنجاح هذا الأسبوع ، غذ يستخدمان هذا الأسلوب طريقة لمساعدة هذا الطفل وليس عقاب له .وهناك اسلوب آخر للوصول بالطفل إلى حركة طبيعية أبطأ، وذلك بتدريبه على كف السلوك الحركي فيمكن أن يعلم الطفل مثلا كيف يرسم ، او يضع أشياء في صندوق أو يشك خرزات في خيط ، أو يضع إشارات على كلمات .......الخ .بدقة متناهية وبطأ شديد ويقاس النجاح في هذه الحالة بالبطأ والدقة المتحققين .



6- طرق الأخصائين
إذا لم تنجح الطرق التي تستخدم من قبل الأبوين يمكن اللجوء إلى الطرق التي يستخدمها اخصائيو الصحة النفسية ، فقد يكون من المناسب إعطاء الطفل نوع من العلاج تحت العلاج الطبي أو وصف حمية غذائية له . ومن طرق العلاج التي تتوقع نجاح تطبيقها مع الاطفال ذوي النشاطات الزائدة :
الإسترخاء العضلي وتقليل الحساسية للتوتر ، ومختلف طرق المعلومات المرتدة البيولوجية مثل التنفس بعمق وموجات الدماغ وتدريب العضلات .
تصاميم البحث في ميدان تعديل السلوك
إن الملاحظة المباشرة والمعلومات التي يتم الحصول عليها من خلالها تفيد في معرفة حجم التغير في السلوك واتجاهه ولكنها لا تسمح بالتوصل إلى علاقات سببية بين السلوك والمتغيرات. فتحقيق هذا الهدف يتطلب جمع المعلومات الموضوعية عن السلوك في ظروف محكمة يتم فيها ضبط المتغيرات. وتسمى هذه الظروف أو الأنماط بتصاميم البحث التجريبية.ولأن الهدف الأساسي من استخدام تصميم البحث توضيح أثر برنامج تعديل السلوك فلا بد من جمع البيانات عن السلوك قبل البدء بالبرنامج. وذلك يسمى بالخط القاعدي
وبوجه عام، تستمر مرحلة الخط القاعدي لعدة أيام (بمتوسط خمس جلسات ملاحظة متعاقبة على أقل تقدير) قبل البدء بتنفيذ برنامج تعديل السلوك. وعلى أية حال فإن عدد المرات التي ينبغي جمع المعلومات فيها يعتمد على خصائص المعلومات ذاتها. والنقطة الهامة التي يجب مراعاتها هو أن يتم الاستمرار في جمع المعلومات إلى أن يصبح الخط القاعدي مستقرا" .
تصميم أ – ب ومشتقاته
يشكل تصميم أ-ب  (AB Design) أبسط أشكال التصاميم. والمقصود بـ (أ-ب) حيث أن التصميم يتألف من مرحلتين حيث يرمز الحرف (أ) إلى الخط القاعدي ويرمز الحرف (ب) إلى العلاج. بعبارة أخرى، في تصميم (أ-ب) يتم أولاً جمع معلومات كافية عن السلوك قبل البدء بتعديله وبعد ذلك ينفذ البرنامج المصمم لتعديله وتستمر عملية جمع المعلومات. ويستطيع الباحث هكذا الحكم على التغير الذي حدث في تكرار السلوك أو مدته أو نسبته، وبناء على ذلك يحكم الباحث على فاعلية البرنامج.
دراسة مشكلة سلوكية 
ولد عمره 8 سنوات يعاني من النشاط الزائد ونادرا" ما ينهي المهام التي يكلف بها ، وقد أشارت نتائج الفحوص النفسية والعصبية إلى  أن أسبابهاهي التوتربالإضافة إلى عوامل تكوينية عند الطفل ،وجرب الابوان العديد من الاساليب مثل التعزيز إذا تصرف الطفل بشكل مناسب والضرب في حالة السلوك غير المناسب والعلاج النفسي التقليدي في إحدى عيادات الصحة النفسية لمدة سنه .ومع إنه شعر بانه اكثر سعادة بعض الشيئ إلا انه بقي نشطا" بشكل مخرب في البيت والمدرسة . وتم إجراء لقائين مع الاهل لوضع برنامج دقيق لتعزيز السلوك المناسب (الهادف والمنتج ) تعزيزا إيجابيا، وكانت الخطوة الأساسية هي جعل الابوين يمتدحان السلوك المنتج ويهملان  سلوك النشاط الزائد أما أسلوب الاهل في إظهار الغضب أو التوبيخ أو السخرية من الطفل فقد تم إيقافه كما تم وضع إشارات في دفتر ملاحظات خاص عند حدوث أي سلوك هادف مع إلغاء إشارتين في كل مرة يظهر فيها السلوك المزعج بشكل حاد . ولم يكن من المسموح به مناقشة هذه الإشارات باي حال من الاحوال عندما يحصل الطفل في اي يوم على اكثر من خمس إشارات يسمح له بالبقاء ساهرا خمسة عشر دقيقة إضافية كما أن حصوله على خمس وعشرين إشارة او أكثر خلال الإسبوع يؤدي إلى حصوله على مكافأة خاصة (حضور مباراة ، او الذهاب إلى السينما ،أو الصيد.......الخ ) ويقوم بذلك هو ووالده وحدهما . وكذلك تم إحداث المزيد من التنظيم ببيئة الطفل خصوصا مساعدة الولد بترتيب غرفته وتوضيح الأهل أمامه كيفية إنهاء المهمات المختلفة ، وكذلك إستخدام النموذج المبسط لتعليمات لفظية يعطيها الطفل لنفسه ، وكلما قال(سوف أنهي هذه ثم العب فيما بعد) حسن عليه والداه .وبعد 5 أسابيع ظهر إنخفاض واضح في سلوك النشاط الزائد في البيت .أما السلوك الصفي فقد كان أكثر صعوبة فقد تطلب إجتماع المرشد والأبوين والمعلم والأخصائي النفسي في المدرسة والإتفاق على خطة بحيث تقوم سكرتيرة الاخصائي النفسي يوميا" بالإتصال بأم الطفل وإخبارها بعدد الإشارات التي حصل عليها وبالتدرج بدا يحصل على المزيد من الإشارات وبعد شهرين ظهر تحسن ملحوظ فقد اصبح الطفل أقل توترا" وأقل حركة واقدر على إتمام المهمات .



ضعف الانتباه – التشتت

مدى الانتباه هو الفترة التي تنقضي في القيام بعمل ما ، ويمكن أن يتوقف الانتباه عن طريق التشتت إذ ينخرط الشخص لا إراديا" بنشاط أو إحساس آخر .فتركيز الطفل على السلوك الجاري يمكن أن ينقطع عن طريق الصوت أو المنظر المشتت للانتباه أو من خلال شعوره الشخصي ، ومن ثم فإن فترة بسيطة من الوقت تنقضي في القيام بنشاط ما دون مثابرة على المهمات ، وهذا النوع من الأطفال ينتقل من نشاط إلى آخر دون إكمال أي منها ، كما ينحرف بسهولة عن هدفه الأصلي .
والمثابرة (persistence) هي القدرة على إكمال النشاط ، فالطفل الذي لديه مثابرة ، فإنه لا يعود إلى المهمة الأولى ليكملها . وكذلك فإن الانتباه يحتاج إلى قدرة التركيز وإهمال الموضوعات غير الضرورية ، ومن ثم فإن ضعف قدرة الطفل على التمييز بين ما هو ضروري وغير ضروري يؤدي إلى صعوبات في الانتباه إلى المعلومات والأحداث ذات العلاقة بالموضوع .
وحتى الرضع يختلفون في قابليتهم للتشتت ، فعندما ينظر الرضيع إلى شيء أو يحاول الوصول إليه فإن الأصوات أو المشاهد الجديدة قد تؤدي أو لا تؤدي إلى تشتت انتباهه ، وقد يتوقف الطفل سهل التشتت عن رضاعة زجاجة الحليب إذا ما جذب انتباهه شيء ما ومع نمو الطفل يتعلم كيف  ينتقي المنبهات وأن لا يلتفت إلى الأمور غير المناسبة سواء بالسمع أو النظر.  ويزداد الانتباه الانتقائي عادة بزيادة العمر العقلي ، أما معدل طول فترة الانتباه فهو 7 دقائق لطفل 3 سنوات ، و12 دقيقة لطفل الأربع سنوات و14 دقيقة لطفل الخمس سنوات ، فطفل السنتين الذي يلعب بلعبة ما لمدة نصف ساعة يملك مدى انتباها طويلا" ، أما إذا كان لا يستطيع اللعب بها لأكثر من بضع دقائق فهذا يشير إلى مدى انتباه قصير ، والطفل المشتت ينتقل من لعبة إلى أخرى أو من نشاط إلى آخر . وفي موقف المدرسة تجد أن الطفل سريع التشتت يضيع أشياءه وينسى أين وضع هذه الأشياء ، ولا ينهي المهمات المطلوبة منه ، وينشغل بأي حدث جديد . ومما يحير الآباء كثيرا" أن طول فترة الانتباه تعتمد على نوع المثير، فمثلا" إذا كانت اللعبة مثيرة بما فيه الكفاية فإن أي طفل سريع التشتت سوف يلعب بها لفترة طويلة نسبيا".وقد يكون التشتت سببا" للنشاط الزائد عند بعض الأطفال ويمكن قياس مدى الانتباه بسهولة عن طريق قياس طول الفترة الزمنية التي تنقضي في القيام بمهمة ما ،إلا أن النظر والتفكير أثناء العمل ضروريان والانتباه الحقيقي يقاس بمدى ملائمة الاستجابة ، علما" بأن هناك بعض الأطفال الذين ينظرون بالمواد دون تفكير .وحوالي 5-10% من الأطفال يعانون بشكل جدي من قصر مدة الانتباه ، ورغم أن طول مدة الانتباه يزيد مع التقدم في العمر ، فإن العديد من هؤلاء الأطفال يظلون قليلي الانتباه يزيد مع التقدم في العمر ، فإن العديد من هؤلاء الأطفال يظلون قليلي الانتباه نسبيا" خلال سنوات الرشد .



 الأسباب:
ينتج ضعف القدرة على الانتباه عن ضعف النمو العصبي . ويمكن أن يؤدي النضج البطيء أو الخلل العضوي في الدماغ إلى قصر مدة الانتباه .كما أن ضعف القدرة على التركيز هو صفة تكوينية موروثة .فالفروق في المزاج يمكن ملاحظتها منذ الولادة فيكون بعض الأطفال كثيري الحركة مشتتين ينتقلون من مهمة إلى أخرى والبعض الآخر مثابرا" جدا" أو غير مشتت. إن ميكانزمات الدماغ هي التي تجعل الطفل قادرا" على التركيز وعلى استبعاد الإثارة غير المناسبة . وبالإضافة إلى ذلك فإن المهارات الإدراكية يجب أن تكون ملائمة ، فالإدراك السمعي والبصري هو القدرة على استقبال الأصوات والمناظر وفه معناها ثم الاستجابة بشكل مناسب .وإذا كان هناك ضعف في قدرة الطفل على تمييز العلاقات بين الشكل والخلفية فإن ضعف الانتباه سوف يحدث ، فعندما يتحدث المعلم مثلا"بوجود أصوات أخرى فإن هذا الطفل لا يكون قادرا" على الانتباه إلى صوت المعلم على أنه المنبه الأساسي واعتبارا باقي الأصوات على أنها خلفية ليست بذات علاقة وكذلك في التركيز البصري قد يعجز الطفل عن التركيز على الأجزاء المهمة في بيئته .
إن الطفل الذي لا يدرك التسلسل سوف يصبح مشوشا" ولا يستطيع متابعة الإصغاء، أو يبدو غير منتبه، إن تسلسل الأحداث (الأول، الثاني ،الثالث،......الخ) يحتاج من الطفل إلى الإصغاء، والفهم والتذكر ثم القيام بالعمل المناسب، فالطفل المشتت لا يستطيع مثلا أن يطرق على الباب مرة واحدة ثم يفتح النافذة ثم يحضر لي القلم.وتؤدي العوامل البيئية والنفسية دورا" مهما كمسببات لضعف الانتباه ، فالأطفال القلقون الذين لا يشعرون بالأمن يظلون معتمدين على التوجيهات والتعليمات الخارجية ، إنهم لا يبدون قادرين على إتمام عمل ما بمفردهم فهم بحاجة إلى دعم  وتشجيع مستمر .
والطفل غير الناضج وغير الصبور غالبا ما يشعر بأن إتمام أية مهمة غير ضروري وهو يردد "أريد أن أفعل شيئا"آخر، إنه لم يطور الصبر والمثابرة الضروريين لإتمام العمل .وبضعف المثابرة يشعر الأطفال بعدم الحماس ويتوقفون عن المحاولة ولا ينهون ما بدأوا به، إن عدم الإحساس بالأمن والشعور بعدم الكفاءة يؤديان إلى ضعف الانتباه وعدم القدرة على مقاومة التشتت ، وكذلك فإن الأطفال الذين يعيشون في عالمهم الخيالي الخاص تضعف قدرتهم على الانتباه لبيئتهم ، كما أن هناك صعوبات في الانتباه لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم ، وتخلف أو إعاقة عقلية أو اضطرابات انفعالية .
طرق الوقاية
1- تنمية الكفاءة والنجاح
إن النقد المستمر وخبرات الفشل تؤدي إلى عدم استمرار الطفل في المهمات التي يبدأ بها ، ويؤدي تركيز الأهل المستمر على الخطأ وعلى كيف يجب أن يعمل الشيء بشكل أفضل إلى أن يكف الأطفال عن المحاولة ، ويتجنبون الشعور غير المريح  الذي قد ينتج عن الفشل في إتمام مهمة ما بالتنقل من مهمة إلى أخرى ، كما يحاول الطفل تجنب القلق عن طريق قلة الإنتباه والإنتقال بإستمرارإلى الوضع التالي .وكي تجنب الطفل هذا النوع من الإنتباه إختر له مهمات فرص النجاح فيها عالية جدا" ثم إمتداح إتمامه للعمل ولا شيئ ينجح كالنجاح "قول مناسب لتنمية الإنتباه الانتقائي والقدرة على مقاومة التشتت فالطفل الذي لا يشعر بالكفاءة سوف يتوقف عن الانتباه بسرعة عند أول موقف فيه إحباط بسيط ، والشعور بالكفاءة ينمو عن طريق مزيج من ثناء الأهل وتشجيعهم والنجاح في إتمام المهمات ويحرص الآباء الواعون على جعل اول خمس سنوات من حياة الطفل مليئة بفرص النجاح المعدة حسب مستوى قدرة الطفل مع إدراك ان المهمات السهلة جدا"او الصعبة جدا" لا تنمي الشعور بالكفاءة والجدارة بينما يؤدي حل مشكلات على درجة متوسطة من الصعوبة والتحدي إلى الشعور بالتمكن فالطفل الذي يشعر بإنه قادر على القيام بعمل ما ينتبه ويقاوم التشتت .
2- علم تركيز الإنتباه وعززه
  إن تركيز الانتباه يمكن أن يعلم ويشجع منذ الطفولة الباكرة، إن انتباه الأبوين  وتشجيعهم لقدرة الطفل المتزايدة على تركيز الانتباه هي العنصر الأساسي في الوقاية من تكوين عادة ضعف الانتباه، فالطفل الصغير جدا يجب أن يعزز على  لعبه باستمتاع بلعبته لقترة زمنية تطول شيئاً فشيئاً، فطفل الثلاث سنوات يحب أن يمدح لبنائه بيتين من المكعبات إن الكثير من المهارات تعتمد على القدرة على تمييز أوجه الشبه وأوجه الاختلاف بين الأشياء،وعلى الطفل الانتباه إلى الخصائص البارزة قي الأشياء حتى يستطيع تمييز أوجه الشبه وأوجه الاختلاف،فشجع هذه القدرة عند الطفل قائلا "هذا رائع،لقد وضعت كل المكعبات الصغيرة هنا وكل المكعبات الكبيرة هناك"،إن تركيز الانتباه يطلب المثابرة أيضا،لذا يجب أن يعطي الثناء والتشجيع على المثابرة ومقاومة التشتت والشعور بالإحباط :"يا سلام ،فعلا مدهش،مازلت تحاول بالرغم من أنك لم تصب الهدف"،ويمكن تعليم الطفل كيف يقاوم التشتت إذ يمكن للأب أن يكون أنموذجا،كأن يستمر الأب مثلا في عمل ما بينما يقوم  الطفل بدور الزميل الذي يحاول إعاقته.
 وعندما ينتقل الطفل من عمل غير مكتمل إلى آخر فعلى الأهل تجاهل ذلك أو عدم تشجيع مثل هذا السلوك، المهم هو عدم تعزيز التشتت ، وإذا ما تشتت انتباه الطفل يجب عدم الانتباه له سواء أكان هذه الانتباه إيجابيا أم سلبيا، إن معظم الأطفال في عمر 4 سنوات يحب أن يكونوا قد تعلموا كيف يتحكمون في انتباههم وأن يكون قد أصبح باستطاعتهم التمييز بين متى عليهم الانتباه (عندما يتحدث إليهم شخص ما،أو يقرأ.............الخ).إن التحصيل الأكاديمي المناسب يعتمد على تطوير القدرة على تركيز الانتباه ومقامة التشتت.
   3- العناية الملائمة بالجنين قبل الولادة:
    قد ينتج ضعف القدرة على التركيز عن بيئة رحمية غير مناسبة للجنين، وصحة الأم الجسمية والعقلية هي الضمان لمنع حدوث ضعف القدرة على التركيز الناتج عن أي ضرر يتعرض له الدماغ الجنين. إن معظم الآباء يعرفون الآثار السلبية الناتجة عن تعاطي الأم الحامل عقاقير مثل الدخان ،والحشيش، والكحول،ومختلف أنواع الأقراص،كما أن تعرض الأم الحامل إلى أزمة نفسية حادة يمكن أن يؤثر في الجنين ، فقد لوحظ أن تعرض الأم الحامل إلى التوتر الشديد خلال فترة الحمل يؤدي إلى تعرض الجنين لضعف التركيز وصعوبات التعلم فيما بعد
العلاج
1- نظم البيئة وقلل المشتتات:
    إن الأطفال سريعي التشتت يستجيبون بشكل أفضل عندما ينظم الكبار البيئة من أجل تقليل المشتتات وزيادة جاذبية المثير الذي يجب على الطفل أن ينتبه له ،وكلما أصبح بإمكان الطفل الانتباه بشكل أفضل أمكن تقليل كمية التنظيم، وهناك دلائل تشير إلى أن تقليل  المثيرات أو المنبهات يعد فعالا للأطفال سريعي فتغطية الأرض بالسجاد ووضع ستائر على النوافذ يقلل المنبهات الصوتية غير المناسبة، كما يمكن وضع الأشياء بعيدا عن النظر في خزائن وأدراج مغلقة، وتنظيم المكتب الذي يستعمله الطفل . ويحب إبعاد أية مواد لها علاقة بلعبة أو مهمة أتمها الطفل فور الانتهاء منها.
  إن الأطفال يستجيبون بشكل جيد لاستخدام لوح كرتون مثقوب لعرض المسألة أو الفقرة الصورة موضوع السؤال وإخفاء ما عداها،أما الأطفال الذين يتشتتون بفعل المثيرات الصوتية فقد يصبحون أكثر انتباها باستخدام سدادات للأذن كالقطن ،إذ تصبح الدراسة في جو مزعج كثير الضوضاء أو الاستعداد للامتحان أكثر سهولة بقطع كل الأصوات المشوشة.والقاعدة المناسبة هي تعرض الطفل تدريجيا للظروف الطبيعة، فمثلا بمكن التقليل من فعالية سدادات الأذن كلما أصبح بإمكان الطفل تحمل المزعجات الصوتية.
ويمكن أن يتم التنظيم أيضا من خلال التخطيط الدقيق للمهمات ،فقي البداية يستجيب الأطفال عادة بشكل أفضل للمواد التي لا يحبونها، وبحب أن نكون المهمات والواجبات البيئية أو المدرسية محددة وليست عامة:لأن الطفل بحاجة إلى خبرات ناجحة في إكمال مهمات قصيرة ومحددة، وحتى نضمن ذلك يجب أن يكون الوقت المخصص للمهمة قصيرا مع فقرات محددة مسبقا للراحة أو اللعب. ويزداد الوقت الذي تحتاجه المهمات تدريجيا مع تزايد قدرة الطفل الانتباه لفترة أطول، ويمكن الاستعانة بساعة المنبه لإعطاء إشارة عند نهاية قترة العمل واللعب ، ويستمتع كثير من الأطفال بالقيام (بربط) ساعة المنبه والإحساس بالاستقلالية من خلال تحديدهم لفترات العمل واللعب بأنفسهم وتطبيقهم لذلك.
إن التنظيم يحتاج إلى إستراتيجية محددة بدل ترك الأمور تحدث بطبيعتها، فمثلا يجب أن تعطى جميع التعليمات بشكل واضح ومحدد، ومن المهم أن تتأكد  بأن الطفل ينظر إليك قبل إعطائه أية تعليمات، كما أن من المهم تجنب أي كلام غير ضروري، فالأبوان كثيرا الكلام يضران بالطفل الذي يعاني من قصر فترة الانتباه، ويجب أيضا أن نعطى التعليمات  الواضحة المتعلقة بالعناصر ذات العلاقة بالمهمة المطلوبة فقط. إن الآباء التأمليين هم نماذج يتعلم الأطفال منها التأمل والتفكير والإصغار بدل التصرف بقهرية واندفاع، وعلى الأقل ،يجب أن يقهم الآباء بأنه على الأطفال أن يتعلموا التروي والتأمل أثناء المحادثة بدل التسرع والقفز إلى النتائج، إن التأملية تمكن الطفل امتلاك إطار يمكنه من خلاله التركيز على الحديث أو الكلمات المكتوبة.
ويجب أن تذكر توقعات الأبوين من الطفل صراحة ويتم إيصالها له،كما يجب يكون بإمكان الطفل توقع ما هو مطلوب منه بشكل روتيني، إذ أن الأطفال سريعي التشتت يجدون صعوبة في تحمل عدم التنظيم أو التغير المستمر في الروتين، وكذلك فإن الثبات في النتائج يعطي الطفل إحساسا بالأمن ويزوده بنظام محدود ، ويعرف الأطفال أن سلوكا معينا سوف يتبعه إجراء محدد .إن الأطفال الذين يعرفون عادة ما الذي بجب عليهم أن يتوقعوه، ولديهم إحساس بالأمن أقل عرضة للشعور بالتخبط والتشتت السريع.

 2- عزز الإنتباه ومقاومة التشتت
  إن طول فترة الانتباه كأي سلوك آخر،بمكن أن يزاد عن طريق تعزيز التزايد في طول الفترة التي يركز فيها الطفل انتباهه، والنتائج الإيجابية كالثناء أو المكافأة يجب أن تتبع فترات الانتباه والأوقات التي يستمر الطفل فيما بالقيام بنشاط ما بالرغم من وجود المشتتات، يجب على الآباء والمعلمين وغيرهم أن ينتبهوا للطفل عندما يكون هو منتبهاً فقط.(لمعرفة بعض الطرق المحددة في التعزيز كالاتفاقية أو استخدام الفيش أو غيرها وغالباً ما يتلقى الأطفال كثيرو التشتت الانتباه عندما يكونون مشتتين بدل تلقيه على فترات تركيزهم (ربما النادرة). ويعد التعزيز الخارجي(كاستخدام الإشارات التي يمكن أن تستبدل بها ألعاب فيما بعد)أسلوباً فعالاً في بناء مهارات  التركيز والانتباه عند الطفل، فمثلاً: قد يعطي الأب للطفل إشارة واحدة لمجرد النظر في السؤال،وثلاث إشارات للعمل على حله،وخمس إشارات إذا استطاع حله بنجاح.لقد استخدم هذا الأسلوب التدريجي بنجاح كبير على مستوى البيت والمدرسة.فإعطاء بعض التعزيز (مثل الإشارة أو الابتسامة) لأقل استجابة كالنظر إلى السؤال يعطي ضماناً لبعض التقديم، لقد سر الكثير من الأطفال وفوجئوا  عندما تليقوا استجابات مشجعة على إجابات خاطئة  ومكافأة أكبر الإجابة الصحيحة،وذلك عكس الاستجابات السابقة المحايدة للإجابة الخاطئة التي غالباً ما تؤدي إلى شعور الأطفال بالغضب وفي النهاية التخلي عن المهمة، لذلك يجب تعزيز الطفل باستمرار لمجرد المحاولة ،فالانتباه مثلاً ولو لمدة خمس عشرة ثانية فقط يجب أن يعزز باستمرار، وحتى النظر إلى الآخرين قد يكون بحاجة إلى تعزيز،وكثيراً ما يسأل الآباء كيف يمكنني أن أكون إيجابياً مع الطفل مع أنه لا ينتبه لأكثر من خمس ثوان، والجواب هو أنه يجب أن يكون الأب دائماً إيجابياً بعد هذه الثواني، والاستمرار في ذلك قد يزيد هذه المدة إلى عشر ثوان من الانتباه المتصل. إن إطالة فترة انتباه الطفل بحاجة إلى الصبر والتكرار والثبات أو الجلد من قبل الراشدين.
لقد تم تطوير رزمة تعليمية لتعليم الصغار جداً الانتباه (انظر "قراءات إضافية للآباء"). والتصميم الأساسي للرزمة مشابه للأفكار التي تم عرضها، إن تركيز الانتباه يمكن التدرب عليه،والتحسن تيم عادة تدريجياً بالنسبة لهؤلاء الأطفال، فأن القدرة التي تنمو عادة بشكل طبيعي على الانتباه الانتقائي الدقيق وعلى تركيز الانتباه يجب أن تعلم.
وقد تم في المواقف الجماعية استخدام التعزيز الجماعي على الانتباه (مثلا ًالثبات أو الاستمرار في العمل )بنجاح.
إن الطفل أو الطفلين المشتتين في أحد الصفوف قد يركزان على نحو يتضمن تعزيزا مستمراً لتركيز الانتباه ، أما في البيت، فيمكن امتداح أو مكافأة جميع الأشقاء إذا جلسوا جميعاً بصمت وانتبهوا لشخص يتحدث إليهم أو يسليهم، ومن الجدير بالاهتمام أن نتائج البحث أظهرت أن تعزيز طفل واحد لانتباهه غالباً ما يؤدي إلى تحسن مهارات الانتباه عند الأطفال الآخرين.
   مشكلة سلوكية لتشتت الإنتباه
  طفلة عمرها أحد عشر عاماً لديها تاريخ طويل من ضعف الانتباه والتشتت ،استخدم معها أسلوب العلاج من خلال اللعب لمدة ستة أشهر ،وذلك لم يحاول الأبوان الحصول على أي عون من قبل الإحصائيين، وأظهر الفحص النفسي التفصيلي لهذه الطفلة أنها تعاني من قصر فترة الانتباه والتشتت والقهرية ،وذكاء الطفلة  فوق  التوسط ونمو الشخصية يشير إلى عدم نضوج إلي حد ما،ومستواها الأكاديمي أقل من مستوى صفها بسنة واحدة ،أما الفحص العصبي فأشار إلى أسباب عصبية بشكل بسيط والنتيجة أن ضعف الانتباه هو ضعف بنيوي طويل الأجل.
وقد تكونت المعالجة المتخصصة من جلسات إرشادية للابوين وخمسة شهور من العلاج النفسي الفردي للطفلة وأرشد الأبوين حول الطرق المناسبةلتعزيز الإنتباه بدأ بالثناء على التحسن في إنتباه الطفلة وقدرته المتزايدة على مقاومة التشتت ومن العوامل المساعدة قيام الأم بدور خلاله بإصدارأصوات اثناء قيام الطفلة بعملها فإذا إستمرت الطفلة بقيام واجباتها المدرسية تمتدح الأم قدرتها على الإستمرار في التركيز وتساعد الطفلة في تنظيف غرفتها والتخطيط لنشاطاتها كما يقوم الأب بإصطحابها بنزهات في نهاية الأسبوع إذا ارسلت المعلمة تقرير يشير إلى تحسن الطفلة بدروسها . أما العلاج النفسي فقد ركز على إفهام الطفلة بأن هذا الضعف الذي تعاني منه لم يكن خطأها وإنه بالإمكان ان تتعلم كيف تتغلب عليه . وقد أستخدم مزيج من الإسترخاء العضلي والتحدث إلى النفس وتعلمت كيف تسترخي ثم تسأل نفسها أسئلة تساعدها مثل : "ماذا يريد منا المعلم أن نعرف ؟" "يجب أن اصغي واتذكر الامور المهمة ؟" " ماذا علي أن افعل الآن "؟ "أستطيع الإستمرار في العمل حتى لو إستمر بعض الاطفال بالحديث"....الخ بالإضافة إلى ذلك وكما هو الحال مع الكثير من الاطفال الكبار فقد طورت شعور بالذنب ومشاعر سلبية وأفكار متدنية عن الذات وفي هذا المجال فإن استخدام أسلوب الحديث المفتوح عن جوانب القوة لديها وعن إحباطاتها السابقة ساعدها كثيرا" .وعلى كل حال فإن العنصر الاساسي في العلاج كان وعيها المتزايد للتحسن في مهارات الإنتباه لديها ولقد زاد شعورها بالكفاءة كما ان المعلومات المرتدة الإيجابية التي كانت تتلقاها من أبويها ومعلميها ورفاقها كانت خبرة مثيرة بالنسبة لها .
لذلك فإن الاطفال هم أفراد بينهم فروق فردية فلا توجد طريقة عامة واحدة او معادلة سهلة لحل مشكلاتهم السلوكية المعقدة لذا يبدو من المنطقي أن يتقن الآباء عدد من أكثر الطرق فعالية في مساعدة الأطفال لأن ذلك يزيد من إحتمال إستخدامهم للطريقة الأفضل لمعالجة حالة طفلهم بالذات .






المراجع

    1.الخطيب جمال،(2001).تعديل سلوك الأطفال المعوقين.الطبعة الثانية،عمّان،الأردن:دار حنين للنشر والتوزيع .
                   
2.الخطيب،جمال والحديدي،منى،(2003).مناهج وأساليب التدريس في                                                 التربية الخاصة.الطبعة الثانية،الكويت:دار الفلاح للنشروالتوزيع.

3.الظاهرقحطان،(2004) .تعديل السلوك.الطبعةالثانية،عمّان،الأردن:دار وائل للنشر والتوزيع .

4-حمدي،نزيه،داود نسيمة،(2008).مشكلات الأطفال المراهقين وأساليب المساعدة فيها.الطبعة الأولى،عمان ،الأردن،دار الفكر للنشر والتوزيع.                                  

5.عبد الهادي جودت،العزة سعيد،(2005).تعديل السلوك الإنساني.الطبعة الأولى،عمّان :دار الثقافة للنشر والتوزيع .

Ayllon.Teodorow and Reports :Eliminating discipline problems by strengthening,jornal of applied Behavior Analysis 7: (1974).pp.71-76''demic performanance.  




وزارة التربية والتعليم
المديرية العامة للبرامج التعليمية
دائرة التربية الخاصة



مشكلات سلوكية وأساليب علاجها

الدورة التدريبية الثامنة لتأهيل معلمات صعوبات التعلم الجدد
2011/2012

الإعداد : الدكتورة / زيانه بنت سليمان المسكري
المكلفة بأعمال رئيس قسم الدمج وصعوبات التعلم



نشاط 1/1
ولد عمره 8 سنوات يعاني من النشاط الزائد ونادرا" ما ينهي المهام التي يكلف بها ، وقد أشارت نتائج الفحوص النفسية والعصبية إلى  أن أسبابها هي التوتر بالإضافة إلى عوامل تكوينية عند الطفل ،وجرب الأبوان العديد من الأساليب مثل التعزيز إذا تصرف الطفل بشكل مناسب والضرب في حالة السلوك غير المناسب والعلاج النفسي التقليدي في إحدى عيادات الصحة النفسية لمدة سنه .بناء على ذلك اقترح خطة تعديل مناسبة للطالب؟


نشاط 2/1
طفلة عمرها أحد عشر عاماً لديها تاريخ طويل من ضعف الانتباه والتشتت استخدم معها أسلوب العلاج من خلال اللعب لمدة ستة أشهر ،وذلك لم يحاول الأبوان الحصول على أي عون من قبل الإحصائيين، وأظهر الفحص النفسي التفصيلي لهذه الطفلة أنها تعاني من قصر فترة الانتباه والتشتت والقهرية ،وذكاء الطفلة  فوق  التوسط ونمو الشخصية يشير إلى عدم نضوج إلي حد ما،ومستواها الأكاديمي أقل من مستوى صفها بسنة واحدة ،أما الفحص العصبي فأشار إلى أسباب عصبية بشكل بسيط والنتيجة أن ضعف الانتباه هو ضعف بنيوي طويل الأجل.ما هي خطتك المقترحة لمعالجة مشكلة تشتت الانتباه لدى الطفلة؟


أهداف المادة التدريبية:
1.  التعرف على أبرز المشكلات السلوكية التي يواجهها طلاب صعوبات التعلم.
2.  التعرف على مشكلة النشاط الزائد(أسبابها-طرق الوقاية منها –طرق العلاج)
3.  التعرف على مشكلة تشتت الانتباه (أسبابها-طرق الوقاية منها –طرق العلاج)
4.  التدريب على كيفية حل المشكلات السلوكية باستخدام خطة تعديل السلوك.
5.  التعرف على  كيفية تحديد السلوك المستهدف.
6.التعرف على كيفية صياغة الأهداف السلوكية.
7.التمكن من تطبيق خطة تعديل السلوك.
8.التعرف على كيفية زيادة السلوك المرغوب فيه.
9.التعرف على كيفية  خفض السلوك غير المرغوب فيه.
10.لتعرف على كيفية تطبيق طريقة التعاقد السلوكي.
11.التعرف على  آلية قياس السلوك.
12.التعرف على  خطوات تعديل السلوك.

الفئة المستهدفة:
مشرفات و معلمات صعوبات التعلم

المدة الزمنية:
10ساعات