مجالات وأنواع صعوبات التعلم
أولا: مجالات صعوبات التعلم
يصنف المختصون والمشتغلين في مجال صعوبات التعلم تحت تصنيفين رئيسين هما:
1. صعوبات التعلم النمائية وهي الصعوبات التي تتعلق بالوظائف الدماغية، وبالعمليات العقلية والمعرفية التي يحتاجها الطفل في تحصيله الأكاديمي، وقد يكون السبب في حدوثها اضطرابات وظيفة تخص الجهاز العصبي المركزي، ويقصد بها تلك الصعوبات التي تتناول العمليات ما قبل الأكاديمية، التي تتمثل في العمليات المعرفية المتعلقة بالانتباه والإدراك والذاكرة والتفكير واللغة، والتي يعتمد عليها التحصيل الأكاديمي، ويشكل أهم الأسس التي يقوم عليها النشاط العقلي المعرفي للفرد.هذه الصعوبات يمكن إن تقسم إلى نوعين فرعيين، وهما:
- صعوبات أولية: مثل الانتباه، والإدراك، والذاكرة.
- صعوبات ثانوية: مثل التفكير، والكلام، والفهم واللغة الشفوية.
وتؤثر صعوبات التعلم النمائية في ثلاثة مجالات أساسية هي: النمو اللغوي ، النمو المعرفي والنمو المهارات البصرية الحركية.
ثانيا: أنواع صعوبات التعلم
تشير الدراسات إلى وجود ثلاثة أنواع أو أنماط من صعوبات التعلم وهي:
1. صعوبات التعلم غير اللفظية
2. صعوبات المعالجة السمعية المركزية
3. عسر القراءة
1. صعوبات التعلم غير اللفظية :
أن الأطفال ذوو صعوبات التعلم غير اللفظية لديهم قدرات عقلية لفظية جيدة جدا بشكل نموذجي، فهم يتكلمون بطريقة جيدة ويبدوا أنهم أذكياء، وهم كذلك عادة، ولكن صعوباتهم في النجاح الأكاديمي والاجتماعي تجعل آباءهم ومعلميهم في حيرة وشكك حول دافعية الطفل، بينما ينرك الطفل لمشاعر الإحباط والانهزام.إن هؤلاء الأطفال لديهم مشكلات في معالجة المعلومات اللفظية وهي المعلومات التي يحصلون عليها من الخبرات البصرية والحسية الإدراكية، والإطار التنظيمي الذي يفرض علينا ما نمر به من خبرات وتجارب، وما قراءه ، وما نكتبه (Jacobs, 2001). ومن الأمثلة التي قد تساعد على فهم هذه الحالات، أن هؤلاء الأطفال يمكن أن يقرءوا نصا قراءة جيدة في الغالب، ولكنهم يجدون صعوبة في الحصول على الفكرة الرئيسية، وتحديد إلى أي مدى ترتبط الأفكار، والأشخاص، والأحداث المختلفة يبعضها البعض؛ فهم قد يدرسون من أجل الاختبارات التي قد يفشلون فيها ، بسبب أنهم يفتقرون إلى الإحساس الفطري بالأشياء الأكثر أهمية ، والأشياء التي لها أهمية ثانوية، ويجب أن تٌدرس فقط إذا تبقى هناك وقت بعد إتقان المجالات الرئيسية. ويكون عملهم المكتوب ضعيف التنظيم في أغلب الأحيان ، مع الانسيابية الضعيفة من موضوع ما إلى آخر .كما إنهم قد يجدون صعوبة في إتباع التعليمات في الانتقال من مكان لآخر، ويجدون صعوبة إتقان الجغرافية، ويجدون صعوبة في تصور المعلومات عقليا أيضا.
2. صعوبات المعالجة السمعية المركزية:
يعرف" هوبر"(2001)التجهيز السمعي المركزي بأنه مصطلح شامل يتضمن العمليات التالية:
1. عمليات الاستقبال:وهي الاستقبال السمعي، التمييز السمعي، الإدراك السمعي والشكل والخلفية السمعية.
2. عمليات الربط: وهي الذاكرة السمعية (قصيرة وبعيدة المدى)، ذاكرة التتابع السمعي، التركيب السمعي للصوت والآلية السمعية الصوتية
3. عمليات التعبير: وهي التعبير السمعي الصوتي والتعبير السمعي الحركي.
ومن ثم ، يمكن تعريف التجهيز السمعي المركزي على أنه مهارات الاستقبال السمهى، والربط السمعى، والتعبير السمعي المستخدمة في اكتساب المعلومات والتعبير عنها.(( Lerner 1997.
قد يشخص الأطفال ذوو صعوبات التجهيز السمعي المركزي خطأ على أنهم مفرطو النشاط أو مضطربو الانتباه. ويمكن وصفهم بأنهم كسولين أو ليس لديهم دافعية. بسبب تعب الطفل عادة من جهد تصنيف الأصوات، وتشمل السلوكيات التي يظُهرها هؤلاء الأطفال مايلى:
- لا يفهم ما يسمعه.
- لديه ضعف في المفردات الاستقبالية.
- يقرب أحد الأذنين تجاهك أثناء حديثك.
- لا يبدو أنه يستمع .
- لا يدرك الفرق بين الأصوات المتشابهة.
- يتعب بسهولة.
- يخطئ في تفسير حدة النغمة أو تغيرها، وسرعة الرسالة.
- يكون متعباً أو مضطرباً من الضوضاء في المستوى المنخفض.
- لا يختار المفردات الهامة مما يسمعه.
- يظهر أعرض اضطراب قصور الانتباه، ومفرط النشاط: لديه مدى قصير للانتباه، ومفرط النشاط.لديه ضعف في المهارات اللغوية لمستوى العمر النمائى.
- وقد يظُهر الأطفال ذوو التجهيز السمعي المركزي، ما يلي:
1. لا يتذكر ما يحتفظ به (ما يختزنه في الذاكرة)
2. يفكر كثيراً في تعبيرات عينية محسوسة.
3. يستجيب ببطء.
4. يحتاج وقتاً إضافياً لتجهيز المعلومات.
5. غير قادر على تصنيف الأشياء.
6. غير قادر على توجيه السؤال مباشرة وبوضوح.
7. يطلب كثيراً تكرار التعليمات.
8. قد لا ترتبط إجاباته بالأسئلة.
9. يستخدم التلميحات والإيماءات بدلاً من الكلمات.
10. لا يسترجع ما يسمعه في حينه.
11. ينسى ما عرفه بالأمس.
12. يبدو غير قادر على إتباع التعليمات.
13. يعرف الأصوات لكنه غير قادر على مزجها في كلمات.
أخيرا، قد يظهر الأطفال ذوو صعوبات التجهيز السمعي المركزي، أيضاً، الخصائص الآتية:
1. يجدون صعوبة في إكمال الجمل البسيطة.
2. يجدون صعوبة في الاستجابة للإلغاز والحزورات.
3. لا يستجيبون بطريقة دقيقة، أو يأخذون وقتاً طويلاً للاستجابة للتعليمات.
4. غير قادر على تنفيذ التعليمات.
5. غير قادر على تكرار ما يسمعه
وعندما يكون السمع عادياً، قد يكون المشكلة عصبية، والمشكلة في الجانب العصبي تعنى أن النظام العصبي السمعي يوجه الإشارات بطريقة غير ملائمة، ويمكن أن تحدث صعوبات في الترميز (ترجمة المثير) أو الرابط (الذاكرة) أو التشفير (التعبير).
3.عسر القراءة:
توجد تعريفات كثيرة لعسر القراءة (صعوبات القراءة)، منها تعريفات ذات توجهات سببية ترتكز على الأسباب والعوامل المؤثرة، وتعريفات ذات توجهات تربوية تركز على الأعراض والسلوكيات المرتبطة بها وأخرى تجمع بين هذين التوجهين.
وهذه أحدى التعريفات لعسر القراءة، بأنها حالة يعاني فيها الفرد من صعوبة بالغة في الربط بين الأصوات والحروف التي تمثلها الكلمات المكتوبة. ويمكن تعريفها في نقاط محددة، على أنها:
1. اضطراب نمائي نوعى في المعالجة اللغوية يؤثر على القراءة، والتهجي، والكتابة، واللغة الشفهية في أغلب الأحيان.
2. يوجد هذا الاضطراب بالرغم من مستوى الذكاء العادي، والعمليات الحسية العادية، وطرق العلاج.
3. لا يوجد تاريخ إصابة دماغية.
4. بينما يوجد في أغلب الأحيان تاريخ عائلي من اضطرابات القراءة أو التهجي، أو الكتابة أو اللغة المنطوقة.
تعريف أخر لصعوبات القراءة:" ضعف أو قصور القدرة على التعرف على الحروف والكلمات والجمل والفهم القرائي لمعاني ومضامين النصوص القرائية."(الزيات 2007).
صعوبات القراءة من أكثر الصعوبات الأكاديمية التي تثير الإزعاج نظرا لاعتماد كافة مدخلات التعليم على القراءة، ومن ثم تؤثر كفاءة القراءة على استيعاب كافة الأنشطة المعرفي والأكاديمية والمهارية.
2. صعوبات التعلم الأكاديمية:
ويقصد بها صعوبات الأداء المدرسي المعرفي الأكاديمي ، والتي تتمثل في القراءة والكتابة والتهجي والتعبير الكتابي والحساب ، وترتبط هذه الصعوبات إلى حد كبير بصعوبات التعلم النمائية ، فمثلا:
- تعلم القراءة يتطلب الكفاءة والقدرة على فهم واستخدام اللغة، ومهارة الإدراك السمعي للتعرف على أصوات حروف الكلمات، والقدرة البصرية على التمييز وتحديد الحروف والكلمات.
- تعلم الكتابة يتطلب الكفاءة في العديد من المهارات الحركية مثل: الإدراك الحركي، التآزر الحركي الدقيق لاستخدام الأصابع، وتآزر حركة اليد والعين وغيرها من المهارات.